الهوية و اللغة العربية
التفاخر فى مصر باهمال اللغة العربية اشكالية غريبة..! !
يتباهى بعض الناس أنهم لا يحسنون العربية !!!
لم يحدث هذا من قبل مع أى شعب أخر !!!
لم نسمع عن شعب تباهى أنه لا يجيد لغته الأصلية !!!
الواقع أن التباهى فى مصر يأتى حلا بديلا لتبرير ضعفهم فى اللغة العربية و قد يعلن بعضهم أن ضعفه هذا بسبب تعلمه اللغات الأجنبية لكن الكثيريين ممن يجيدون اللغات الأجنبية يجيدون العربية الفصحى ! الناس فى مصر يبحثون عن ( هوية لهم ) فتارة يقلدون الغرب فى الملبس و مرة يدخلون مصطلحات أجنبية فى كلامهم بالعربية , الى أن أصبحت هذة السلوكيات عادة ..!
و بالتبعية تأتى المشكلة التالية ... علوم الشريعة و القرأن باللعربية ! اذن يقرأ أقل القليل حلا لمشكلة الكلمات الصعبة ! ..
و فى الوقت نفسه يشيد الناس بسلوك الشعب الألمانى مثلا فى اعتزازه بلغته و ثقافته و يقولون أن اعتزاز الألمان بلغتهم أمرا يبعث على الأحترام ! و يذكرون أيضا اعجابهم باعتزاز اليابانيون و الصينيون بثقافتهم و عادتهم و ان كانت هذة طقوس ديانات وضعية ... و بعد كل هذا الكلام لا يعتزون باللغة العربية !
السؤال ( ما الذى يريده هؤلاء ) ؟
المشكلة أنهم لا يريدون شيئا محددا و لا يقصدون شيئا !
انه البحث عن الهوية بالسلوك الخطأ .......
بعض الناس يبحثون عن ( هوية لهم ) فتارة يقلدون الغرب فى الملبس و مرة يقحمون مصطلحات أجنبية فى كلامهم بالعربية , الى أن أصبحت هذة السلوكيات عادة ..!
نحن ( لا نأخذ ) من الحضارة الغربية العلوم الحديثة و تطبيقاتها .. لكن نأخد فقط السلوكيات الخاطئة مثلا : نحن ندرس ادارة الأعمال و لا ننفذ منها شيئا فى تنظيم الوقت و مراقبة جودة الأنتاج و متابعة تنفيذ الخطط !
لا نحترم المواعيد ! لا نخطط و تريب لجدولنا الأسبوعى على المستوى الشخصى ! .. ننقل من الغرب السلوكيات الخاطئة فقط !
و ظهر هذا بوضوح فى فترة الستينات و السبعينات فى مصر حينما نقل المثقفون أيامها الموضة فى الزى فيه الى مصر ( كانت غير مناسبة للقيم الدينية والتقاليد بمقياس كل الناس ! ) و هم فخورون بما فعلوا و اذا تناقشت مع أحدهم يتحدث عن ( التقدم و الحضارة فى الغرب ) و المتحدث لا يحترم مواعيده و لا يعمل بجدية فى عمله .... و الجديد الأن يتفاخر الأهالى بشراء موبيلات مرتفعة الثمن لأبنائهم و فى أحيان كثيرة يكون الأبن مهملا لدراسته و لا يهتم بأى نشاط رياضى أو ثقافى ! أصبح التوجيه الخاطىء من الأهل ! و تحديد قيمة الطالب بنوعية الموبيل ! كثيرا من الأهالى يهمهم مظهر أبنائهم أمام الناس أكثر من نجاحهم علميا و رياضيا و فنيا !
لقد حث الرسول صلى الله عليه و سلم على طلب العلم فى عدة أحاديث شريفة و لم يحدد لنا طلب العلم من المسلمين فقط و اتفق على هذا كل علماء الأسلام... أن طلب العلم مباح و مندوب من أى أمة ... لكن .... نهانا عن اتباع سنن الذين من قبلنا .. و ( السنن هى العادات و السلوكيات ) ... بمعنى أن المسلم مطالب بالبحث عن العلم أينما كان مع التمسك بالقيم الدينية .. و هذا ما يحدث عكسه بالضبط ..!
الأهتمام باللغة العربية من صميم المرجعية الأسلامية ..... و التوجه الى تهميش اللغة العربية فى مناهج التعليم بدأ من القرن ال 19 و يظهر هذا فى كتابات بعض المسئولين الأنجليز عن رؤيتهم للتعليم فى مصر باعتبارها أكبر و أهم دولة عربية .....
بدأت الدعوة لترك الكتابة باللغة العربية الفصحى منذ عام 1880 من كبار الشخصيات الأجنبية بمصر و بعض المستشرقين تحت دعوى التسهيل على الناس و احياء اللهجات العامية لكل بلد عربى و اعترض عدد من المشايخ و الكتاب و الأدباء على الكتابة باللهجات المحلية لأنه سينهى ارتباط الأدب العربى ببعضه , بمعنى ستؤدى الكتابة بلهجة أهل العراق مثلا الى انحسار قراءة الأدب العراقى على أهل العراق و هكذا اذا كتبنا الأدب المصرى بالعامية المصرية لن يقرأوه الا المصريين و هذا ما يقصده الغرب تفكيك توحد الشعوب العربية على لغة واحدة و تراث أدبى مشترك لهدم الأرتباط الثقافى و اللغوى للعرب مما يمهد لتغيير الهوية العربية و الأسلامية مستقبلا , و بعد سنوات طويلة فى أوائل القرن العشرين اتخذ المستشرقون الدعوة الى اتجاه أخر و هو احلال اللغة الأنجليزية فى المدارس المصرية كلغة أولى قبل العربية ! و بنيه حسنة اقتنع بتلك الفكرة بعض كبار الشخصيات فى مصر منهم سعد زغلول حينما كان وزيرا للمعارف (_ التعليم ) عام 1907 ! و أيضا الأديب مصطفى لطفى المنفلوطى لأنهما كان يريان أن هذا اسهل للناس فى تعلم العلوم من الغرب لكى تتقدم مصر .. لكن عارضهم الأديب الرافعى و عدد من الكتاب و الأدباء و الشيوخ لخطورة ذلك على اللغة العربية مما يهدد باهمال قراءة القرأن ....
و هذا ما حدث فى السنوات ال 50 الأخيرة ......
انعكس التهميش سلبا على الناشئين فلا يهتم الطالب باللغة العربية و يهملها ... و يتوجه بعقله و قلبه الى .. الغرب و لغاته ... ثم الى ثقافة الغرب و سلوكياته الخاطئة
لتصحيح الوضع :
البداية بقراءة كتب فى أى مجال بلغة عربية سليمة أى ليس شرطا أن تكون البداية بالقراءة فى الأدب العربى خاصة .. المهم الاهتمام بالقراءة باللغة العربية...
ثم فى مرحلة لاحقة مراجعة قواعد النحو و من السهل الوصول لهذا بالبحث على النت حتى أنه توجد بعض الكليبات لقواعد النحو بشرح سهل و بسيط .......
معرفة و اجادة لغتنا القومية ليست ترفا .... اللغة تمثل هوية الشعوب و ثقافة البلاد
و اللغة العربية لها وضع خاص أنها لغة القرأن و العلوم الشرعية و تحمل تراث مشترك للعرب
..............................
تعليقات
إرسال تعليق